النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ** أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد المــوت يسكنهـا ** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بنـــاها بخيـــر طـــاب مسكنـه ** وإن بناها بشر خـــاب بانيهـا
أين الملوك التي كانت مسلطنة ** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا لذوي الميـــراث نجمعها ** ودورنا لخـــراب الدهـــر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت ** أمست خراباً وأفنى الموت أهليها
إن المكـــارم أخـــلاق مطهـــرة ** الديــن أولهـــا والعلــم تاليهـــا
والعقل ثالثهــا والحلم رابعهــا ** والجود خامسها والفضل ساديها
والبر سابعهــا والشكر ثامنهـا ** والصبر تاسعهــا واللين باقيهـا
لا تركنن إلى الدنيــا وما فيهــا ** فالموت لا شك يفنينــا ويفنيهــا
واعمــل لدار غداً رضوان خازنها ** والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ** والزعفران حشيش نــابت فيها
0
0
0
هذه الأبيات لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
قالها عندما جاء رجل إليه ليكتب له عقد بيت، فنظر علي إلى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه فكتب:
اشترى ميت من ميت بيتا في دار المذنبين له أربعة حدود، الحد الأول يؤدي إلى الموت، والحد الثاني يؤدي إلى القبر، والحد الثالث يؤدي إلى الحساب، والحد الرابع يؤدي إما إلى الجنة وإما إلى النار
فقال الرجل لعلي: ما هذا يا علي، جئت تكتب لي عقد بيت، فكتبت لي عقد مقبرة
فقال له تلك الأبيات والله اعلم