استطاعت بحجابها والتزامها بالحجاب الشرعي ان تشق لها طريقا في مدينة لندن, ورغم كثرة الانتقادات التي كانت تسمعها من بعض الاشخاص الا انها لم تستسلم للاحباط, فلقد تابعت تحصيلها العلمي في اعرق الجامعات, وباصرارها على النجاح والتفوق استطاعت ان تؤلف الكثير من قلوب زميلاتها وزملائها وحتى اساتذتها وتحوز على احترامهم واعجابهم.
في احى المرات توجهت الى محطة المترو, ولم يكن هناك احد, سوى رجل يجلس على المقعد المقابل لها, كان ضخم الجثة, والاوسمة تملا جسده وملامح الاجرام تبدو على وجهه, وما اثار رعبها: عيناه اللتان لم تكفا عن النظر اليها بنهم,انتابها قشعريرة خوف وهلع ,فبدا لسانها يلهج بالدعاء, واخذت تقرا آية الكرسي مرارا وتكرارا, تنفست الصعداء حينما اتى القطار, فاستقلته مسرعة هربا من نظرات هذا الرجل المخيف.
في اليوم التالي اذ بها تفاجا بخبر تصدر صفحات الجرائد: مقتل فتاة بعد ان تم اغتصابها في احدى محطات المترو, وما اثار دهشتها ان المحطة هي نفسها التي تنتظر فيها كل يوم, والذي زاد من دهشتها توقيت الجريمة, فلقد بعد مغادرتها للمحطة بوقت قليل.
توجهت الى قسم الشرطة لتدلي بافادتها, وعلى وجه السرعة كلف المحققون احدى الرسامات برسم ملامح وجهه, ووزعت صوره في كل مكان, وبعد فترة وجيزة تم القاء القبض عليه.
سؤال واحد ظل يلح على خاطرها: لماذا لم يمسها بسوء مع انه كان قادرا على ذلك؟؟؟؟طلبت من المحقق ان توجه هذا السؤال شخصيا للمجرم, واستجاب لطلبها، وكان جواب المجرم الوقح الذي اذهل من كان معها في غرفة التحقيق: يا آنستي لم اجرؤ على الاقتراب منك, مع انه كان في نيتي ذلك لانه في تلك اللحظة كان يقف خلفك رجلان عظيما البنية, رافقاك حتى صعدت القطار.
عادت الى منزلها وهي تحمد الله تعالى على نجاتها التي كانت ببركة قراءتها للاذكار وتلاوتها لآية الكرسي. اما الرجلان اللذان لم يراهما الا المجرم لم تستغرب وجودهما, فمن كان مع الله في كل اموره وكّل الله تعالى جنده لحفظه وحمايته. اللهم انا نسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى يا حي يا قيوم.